البوكمال في العهد العثماني
شهدت منطقة البوكمال المرحلة الاخيرة من حياة الدولة العثمانية في الوطن العربي ولعلها الفترة العصيبة في حياة الامة السورية بشكل عام والبوكمال بشكل خاص ، حيث المجاعات والحروب ، وسياسة التتريك التي اتبعتها جماعة الاتحاديين منذ عام 1909 م ، وبطبيعة الحال نالت منطقة البوكمال نصيبها من هذه السياسة ، وتلاحقت الأحداث حتى أطيح بالسلطان عبد الحميد، فأنحرفت الدولة عن مسارها الإسلامي السابق ، وعاث قناصلة الدول الغربية الفساد في أجهزة الدولة ، ووجه الجيش العثماني في الولايات البعيدة للبطش والقمع ، وتفشت الرشوة ، وشاع الفساد وفرضت وزارة المعارف اللغة التركية في مدارس الوطن العربي ومنها مدارس البوكمال ، ولم يمضى عام 1916م إلا ونخبة من الشباب العربي تعلق على أعواد المشانق في دمشق .
كما ألحقت حروب الدولة العثمانية في البلقان الضرر بكافة الولايات، ويتمت ألاف الاطفال ، وأضطرب حبل الامن في البادية والأرياف ، وأختلفت نظرة الناس في الحرب فمنهم من راى فيها حربا مقدسة لايجوز التخلف عنها ، ومنهم من تخلف عنها ، وابتعدت القبائل الرحل عن المدن والعمران هربا من التجنيد ، وتسلح كثير من الناس ليدفع عن نفسه هجمات حملات التجنيد الإجبارية ودفع أهل المدن العربية خيرة شبابهم إلى هذه الحرب وكثيرا منهم لم يعد إلى بلاده .
وبسبب الحرب قامت الحكومة التركية بجمع الارزاق والغلال من الفلاحين الفراتيين في سوريا ونقلتها تمويناً للجيوش على الجبهات ، وترافق ذلك سنين قحط مجدبة ، فحصلت مجاعة رهيبة بلغت ذروتها عام 1916 ، ولايزال الناس يسمونها : سنة الجوع وتشبث بالحياة كثيرون وهم يقتاتون أوراق النبات ، ومسحوق الذرة ، وأصبح رغيف الخبز دواء لكل مريض يحـتضر عـلى فراش الموت ، ومن يملك قوتا من الطحين فهــو يتأبطه في وعاء من الجلد يدعى ( الظبيه ) وكان لايفارقه أبداً ، "لأنه بذلك يفارق الحياة . واذا ذكر محسن لديه فائض من الطعام تجد الجياع يتجمهرون أمام بيته طلباً للإحسان .
لقد تقاسم أهل منطقة البوكمال لقمة العيش بأخوة منقطعة النظير في الفترات العصيبة ، وأعان غنيهم فقيرهم ، ولايزال الناس يتناقلون قصص المجاعة الكبرى عام 1916 ايام العثمانيون بألم وحسرة .
نهاية العثمانين وغروبهم عن البوكمال
غادر الجيش التركي البوكمال كجزء من سنجق دير الزور عام 1918، وكانت طوابير الجيش المنسحب تمر على الطريق المحاذى للنهر بجانبيه الشرقي والغربي ، وتعرضت للهجوم من قبل البدو وأهل الأرياف في البوادي السورية طمعاً بتخليصهم البنادق والحصول على غنائم واسحلة من القوات التركية المنسحبة .
تم الانسحاب بعد أن خسرت تركيا الحرب العالمية الأولــى (1914- 1918) مع ألمانيا من جهة والحلفاء من جهة أخرى ، في وقت قامت الثورة العربية الكبرى مناصرة للأوربيين الذين اعطوا الشريف حسين كامل الوعود باستقلال العرب وبعد ذلك وصلت مفارز جيش الشريف حسين في 7 كانون الأول عام 1918 وهي تحمل معها التشكيلات الادارية ، فعين مرعي باشا الملاح متصرفا ، وعلى العسكري قائداً للجيش .
ولكن بريطانيا والاوربيين قد تنكروا لوعودهم للعرب وقسموا الديار بمعاهدة ( سايكس بيكو) الملعونة وها هي الطائرات البريطانية تلقى المناشير فوق المدن ومن قرى الفرات ومنطقة لجزيرة السورية ، وتناشد زعماء العشائر بأسمائهم الاستسلام وعدم التعرض للجيش الإنكليزي الذي يزحف على طول الفرات قادماً من الجنوب .
وهكذا طويت صفحة حالكة السواد في تاريخ سورية والمنطقة ، وبدأت صفحة أخرى فتدفقت الجيوش الغربية إلى الفرات من كل مكان ، وتصارع الإنكليز والفرنسيون على محافظة دير الزور ، وساموا أهلها صنوفا من العذاب وبعد خروج الإنجليز بقي الفرنسين وقامت الثورات ضدهم في كافة المناطق والبلاد في الفرات حتى جلو عام 1945 م مدحورين من سوريا .
ويكيبيديا ، الموسوعة الحرة.
شهدت منطقة البوكمال المرحلة الاخيرة من حياة الدولة العثمانية في الوطن العربي ولعلها الفترة العصيبة في حياة الامة السورية بشكل عام والبوكمال بشكل خاص ، حيث المجاعات والحروب ، وسياسة التتريك التي اتبعتها جماعة الاتحاديين منذ عام 1909 م ، وبطبيعة الحال نالت منطقة البوكمال نصيبها من هذه السياسة ، وتلاحقت الأحداث حتى أطيح بالسلطان عبد الحميد، فأنحرفت الدولة عن مسارها الإسلامي السابق ، وعاث قناصلة الدول الغربية الفساد في أجهزة الدولة ، ووجه الجيش العثماني في الولايات البعيدة للبطش والقمع ، وتفشت الرشوة ، وشاع الفساد وفرضت وزارة المعارف اللغة التركية في مدارس الوطن العربي ومنها مدارس البوكمال ، ولم يمضى عام 1916م إلا ونخبة من الشباب العربي تعلق على أعواد المشانق في دمشق .
كما ألحقت حروب الدولة العثمانية في البلقان الضرر بكافة الولايات، ويتمت ألاف الاطفال ، وأضطرب حبل الامن في البادية والأرياف ، وأختلفت نظرة الناس في الحرب فمنهم من راى فيها حربا مقدسة لايجوز التخلف عنها ، ومنهم من تخلف عنها ، وابتعدت القبائل الرحل عن المدن والعمران هربا من التجنيد ، وتسلح كثير من الناس ليدفع عن نفسه هجمات حملات التجنيد الإجبارية ودفع أهل المدن العربية خيرة شبابهم إلى هذه الحرب وكثيرا منهم لم يعد إلى بلاده .
وبسبب الحرب قامت الحكومة التركية بجمع الارزاق والغلال من الفلاحين الفراتيين في سوريا ونقلتها تمويناً للجيوش على الجبهات ، وترافق ذلك سنين قحط مجدبة ، فحصلت مجاعة رهيبة بلغت ذروتها عام 1916 ، ولايزال الناس يسمونها : سنة الجوع وتشبث بالحياة كثيرون وهم يقتاتون أوراق النبات ، ومسحوق الذرة ، وأصبح رغيف الخبز دواء لكل مريض يحـتضر عـلى فراش الموت ، ومن يملك قوتا من الطحين فهــو يتأبطه في وعاء من الجلد يدعى ( الظبيه ) وكان لايفارقه أبداً ، "لأنه بذلك يفارق الحياة . واذا ذكر محسن لديه فائض من الطعام تجد الجياع يتجمهرون أمام بيته طلباً للإحسان .
لقد تقاسم أهل منطقة البوكمال لقمة العيش بأخوة منقطعة النظير في الفترات العصيبة ، وأعان غنيهم فقيرهم ، ولايزال الناس يتناقلون قصص المجاعة الكبرى عام 1916 ايام العثمانيون بألم وحسرة .
نهاية العثمانين وغروبهم عن البوكمال
غادر الجيش التركي البوكمال كجزء من سنجق دير الزور عام 1918، وكانت طوابير الجيش المنسحب تمر على الطريق المحاذى للنهر بجانبيه الشرقي والغربي ، وتعرضت للهجوم من قبل البدو وأهل الأرياف في البوادي السورية طمعاً بتخليصهم البنادق والحصول على غنائم واسحلة من القوات التركية المنسحبة .
تم الانسحاب بعد أن خسرت تركيا الحرب العالمية الأولــى (1914- 1918) مع ألمانيا من جهة والحلفاء من جهة أخرى ، في وقت قامت الثورة العربية الكبرى مناصرة للأوربيين الذين اعطوا الشريف حسين كامل الوعود باستقلال العرب وبعد ذلك وصلت مفارز جيش الشريف حسين في 7 كانون الأول عام 1918 وهي تحمل معها التشكيلات الادارية ، فعين مرعي باشا الملاح متصرفا ، وعلى العسكري قائداً للجيش .
ولكن بريطانيا والاوربيين قد تنكروا لوعودهم للعرب وقسموا الديار بمعاهدة ( سايكس بيكو) الملعونة وها هي الطائرات البريطانية تلقى المناشير فوق المدن ومن قرى الفرات ومنطقة لجزيرة السورية ، وتناشد زعماء العشائر بأسمائهم الاستسلام وعدم التعرض للجيش الإنكليزي الذي يزحف على طول الفرات قادماً من الجنوب .
وهكذا طويت صفحة حالكة السواد في تاريخ سورية والمنطقة ، وبدأت صفحة أخرى فتدفقت الجيوش الغربية إلى الفرات من كل مكان ، وتصارع الإنكليز والفرنسيون على محافظة دير الزور ، وساموا أهلها صنوفا من العذاب وبعد خروج الإنجليز بقي الفرنسين وقامت الثورات ضدهم في كافة المناطق والبلاد في الفرات حتى جلو عام 1945 م مدحورين من سوريا .
ويكيبيديا ، الموسوعة الحرة.