المياه في "البوكمال"... والحلول الإسعافية التي لم تصل بعد
يبدو أن أهالي مدينة "البوكمال" مكتوبٌ عليهم الشكوى والمعاناة الدائمة في مختلف الجوانب، وتأتي مشكلة المياه في هرم هذه المعاناة والتي باتت الشغل الشاغل لدى أبناءها، فمعظم أحياء المدينة لا تصلها المياه إلا في وقتٍ متأخرٍ من الليل وإن وصلت فبشكلٍ متقطع هذا عدا عن طول فترة الانقطاع.
eDeir alzor تلقّى الكثير من الشكاوى بهذا الشأن من قِبل مواطني المدينة للوقوف إلى جانبهم أمام المسؤولين لإيجاد حلٍ لهذه المشكلة؛ فكانت هذه الشكاوى:
السيد "ذاكر المحمود" يسكن في حي "الجمعيات" وعن معاناته قال: «مشكلة المياه في المدينة ليست جديدة، فمنذُ عدة سنوات ونحن على هذه الحالة؛ فالمياه تبقى طوال النهار مقطوعة ولا تأتي إلا في آخر الليل فمن لديه أي حاجةً لاستخدامها فلا يمكنهُ القيام بها إلا في ذلك الوقت، فمعظم الأُسر التي يكون عدد أفرادها كبيراً لا تكفيهم المياه المخزونة في الخزانات فيضطرونَ إلى شرائها من الصهاريج».
السيد "طاهر المجيد" يسكن قريباً من حي "الصناعة"، حيث قال: «هذا اليوم هو الخامس الذي لم يصلنا فيه المياه فلا حلّ لدينا إلا شراءها من صهاريج جوالة لا نعرف مصدر هذه المياه بالأساس، ونتوجه كلّ يوم إلى وحدة المياه في المدينة ولا نحصل إلا على وعودٍ بتوسيع الشبكة وزيادة ضخ المياه إلى الأحياء البعيدة ولكن لا شيء حقيقي على أرض الواقع فالمشكلة ما زالت قائمة إلى هذه الساعة».
السيد "وليد أبو حسان" يسكن في حي "الطويبة" والذي قال: «نعاني كل يوم من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشر بعد منتصف الليل من انقطاع المياه وبالرغم من هذا الجو الحار والمغبر فإننا لا نستطيع الاستحمام كل يوم حفاظاً على توفير المياه المخزنة لأمور المنزل من طبخٍ وتنظيفٍ وشرب، وعندما ننقل معاناتنا إلى وحدة المياه يبرّرون ذلك بقلة منسوب المياه في النهر وضعف طاقة المحطة الحالية وأن هناك خطط مستقبلية لتغيير المضخات القديمة و...و...، وبصراحة لم نعد نعلم متى تأتي هذه الحلول».
ولتوضيح أسباب هذه المشكلة التي يعانيها مواطنو المدينة؛ اتجهنا إلى وحدة المياه في "البوكمال" حيث التقينا بمدير الوحدة المهندس "مهيدي الدبس" لوضع النقاط على الحروف ولرفع الغطاء عما هو غامض، حيث قال: «أنا لا أنكر انقطاع المياه عن أحياء المدينة كل يوم؛ كما أعلم كل العلم بأنّ المياه تكون ضعيفة في النهار، فكما يقول المثل: إذا عُرِفَ السبب بَطُلَ العجب، فبدايةً أود أن أوضّح أمراّ هاماً وهو أنّ هذه المحطة قديمة جداً فقد تمّ البدءُ بضخ المياه فيها منذُ عام/1980/ بطاقةٍ إنتاجية تصل إلى/14000متر مكعب/ وقد صمّمت وفق التخطيط التنظيمي والعمراني للمدينة آنذاك، واليوم كما ترى فالمدينة توسّعت وازداد عدد البيوت وعدد السكان ومع ذلك بقيت المحطة على حالها ولم يتغير فيها شيء الأمر الذي يتسبب بصعوبة وصول المياه بالشكل المطلوب إلى الأحياء البعيدة والجديدة التي لم تكن ضمن التخطيط القديم؛ الأمر الآخر هو وجود عدد محدد من المضخّات في الوحدة وكل مضخّة خاصة بقسم من المدينة وبما أن قدرة المحطة لا تتحمل تشغيل أكثر من مضختين في وقتٍ واحد لضخ المياه لذلك اضطرّ إلى قطع المياه عن جميع الأحياء بالتناوب حتى لا أحرُم أحداً من هذه النعمة ولا أُحمّل المحطة أكثر من طاقتها».
وأضاف: «أما عن نقص وضعف المياه فإن كميات كبيرة منها تضيع بسبب اهتراء الأنابيب المعدنية القديمة والتي لم تُبدّل منذ زمن والمشكلة أننا لا نعلم بالأمر إلا بعد أن تخرج المياه إلى فوق سطح الأرض وعندها نتدارك الأمر بعد خسارة كميات ضخمة منها».
وبالرغم من التوضيح المنطقي لمدير المياه بشأن عدم قدرة المضخات للعمل بضخ المياه إلى كل الأحياء في وقتٍ واحد، إلا أن هناك سؤالٌ منطقيٌ أيضاً يطرح نفسه بقوة وهو سبب وصول المياه إلى كل بيتٍ في المدينة في منتصف الليل.
المهندس "مهيدي الدبس" مدير وحدة المياه في "البوكمال"
وخلال وجودنا تحدّث مدير الوحدة عن مراحل جر المياه الخامية من نهر الفرات إلى الأحواض الكبيرة التي تُحفظ فيها وكيفية مرورها بعلية التصفية والتعقيم بواسطة مادتي "الشب" و "الكلور" وأخيراً إلى الحوض الرئيسي الذي يتجمع فيه المياه لضخها إلى الشبكات.
وعن الخطط المستقبلية للوحدة، قال: «لقد قامت مؤسسة المياه باستبدال الشبكات القديمة بشبكاتٍ جديدة مصنوعة من "الفونت المرن" وأنابيب "بولي اتيليد" وقد تم الانتهاء منها وسيتم تحويل المياه إلى هذه الشبكة الجديدة خلال عشرة أيام قادمة، وحالياً هناك مشروعٌ لاستبدال المضخّات الحالية داخل المحطة مع تمديداتها وتابلواتها كاملة واستبدال السواقي المعدنية في الخزّانات؛ وأيضاً هناك مشروع تجهيز مخبر كامل ومتطور للوحدة واستبدال المرسب الأولي؛ بالإضافة إلى مشروع صيانة المحطة ككل. لكن المشروع الأهم والذي سيحل مشكلة المياه في المدينة هو مشروع المحطة الجديدة الذي وصل العمل به إلى مراحله الأخيرة؛ فلو تم استكمال هذا المشروع فإنه سيخفف الضغط كثيراً عن المحطة الحالية وتحمل عنها الكثير من الجهد وبالتأكيد ستكون عملية ضخ المياه بشكلٍ مستمر إلى أحياء المدينة وبدون انقطاع».
وعن العقبات التي تعترض عمل الوحدة، قال: «إن وحدة المياه تعاني من نقصٍ في عدد العاملين لكل الفئات وخاصةً ورشات الصيانةالميكانيكية والكهربائية والكيميائية كذلك في عدد العاملين ضمن ورشات صيانة وتمديد خطوط المياه وتركيب العدادات والشيء الأكثر أهمية هو نقص بعض الآليات الهندسية كذلك نقص الكادر المتخصص كالمهندسين المختصين؛ فمعظم العاملين من حملة الشهادة الثانوية الصناعية والمعاهد المتوسطة ومنهم من يحمل الشهادة الإعدادية ولا وجود لمهندسٍ مختص غيري أنا».
مشروع المحطة الجديدة الذي لم ينتهي بعد
ربما تكون معاناة الأهالي بسيطةً أمام معاناة وحدة المياه في "البوكمال" التي تلقّت وعوداً كثيرة وكثيرة من مؤسسة مياه "دير الزور" بشأن إتمام مشروع المحطة الجديدة؛ ولأجلهم نتوجه إلى المسؤولين ومن بيدهم زمام الأمور لإتمام هذا المشروع الحيوي ووضعه تحت الخدمة في أقرب وقتٍ ممكن.
منقول
يبدو أن أهالي مدينة "البوكمال" مكتوبٌ عليهم الشكوى والمعاناة الدائمة في مختلف الجوانب، وتأتي مشكلة المياه في هرم هذه المعاناة والتي باتت الشغل الشاغل لدى أبناءها، فمعظم أحياء المدينة لا تصلها المياه إلا في وقتٍ متأخرٍ من الليل وإن وصلت فبشكلٍ متقطع هذا عدا عن طول فترة الانقطاع.
eDeir alzor تلقّى الكثير من الشكاوى بهذا الشأن من قِبل مواطني المدينة للوقوف إلى جانبهم أمام المسؤولين لإيجاد حلٍ لهذه المشكلة؛ فكانت هذه الشكاوى:
السيد "ذاكر المحمود" يسكن في حي "الجمعيات" وعن معاناته قال: «مشكلة المياه في المدينة ليست جديدة، فمنذُ عدة سنوات ونحن على هذه الحالة؛ فالمياه تبقى طوال النهار مقطوعة ولا تأتي إلا في آخر الليل فمن لديه أي حاجةً لاستخدامها فلا يمكنهُ القيام بها إلا في ذلك الوقت، فمعظم الأُسر التي يكون عدد أفرادها كبيراً لا تكفيهم المياه المخزونة في الخزانات فيضطرونَ إلى شرائها من الصهاريج».
السيد "طاهر المجيد" يسكن قريباً من حي "الصناعة"، حيث قال: «هذا اليوم هو الخامس الذي لم يصلنا فيه المياه فلا حلّ لدينا إلا شراءها من صهاريج جوالة لا نعرف مصدر هذه المياه بالأساس، ونتوجه كلّ يوم إلى وحدة المياه في المدينة ولا نحصل إلا على وعودٍ بتوسيع الشبكة وزيادة ضخ المياه إلى الأحياء البعيدة ولكن لا شيء حقيقي على أرض الواقع فالمشكلة ما زالت قائمة إلى هذه الساعة».
السيد "وليد أبو حسان" يسكن في حي "الطويبة" والذي قال: «نعاني كل يوم من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشر بعد منتصف الليل من انقطاع المياه وبالرغم من هذا الجو الحار والمغبر فإننا لا نستطيع الاستحمام كل يوم حفاظاً على توفير المياه المخزنة لأمور المنزل من طبخٍ وتنظيفٍ وشرب، وعندما ننقل معاناتنا إلى وحدة المياه يبرّرون ذلك بقلة منسوب المياه في النهر وضعف طاقة المحطة الحالية وأن هناك خطط مستقبلية لتغيير المضخات القديمة و...و...، وبصراحة لم نعد نعلم متى تأتي هذه الحلول».
ولتوضيح أسباب هذه المشكلة التي يعانيها مواطنو المدينة؛ اتجهنا إلى وحدة المياه في "البوكمال" حيث التقينا بمدير الوحدة المهندس "مهيدي الدبس" لوضع النقاط على الحروف ولرفع الغطاء عما هو غامض، حيث قال: «أنا لا أنكر انقطاع المياه عن أحياء المدينة كل يوم؛ كما أعلم كل العلم بأنّ المياه تكون ضعيفة في النهار، فكما يقول المثل: إذا عُرِفَ السبب بَطُلَ العجب، فبدايةً أود أن أوضّح أمراّ هاماً وهو أنّ هذه المحطة قديمة جداً فقد تمّ البدءُ بضخ المياه فيها منذُ عام/1980/ بطاقةٍ إنتاجية تصل إلى/14000متر مكعب/ وقد صمّمت وفق التخطيط التنظيمي والعمراني للمدينة آنذاك، واليوم كما ترى فالمدينة توسّعت وازداد عدد البيوت وعدد السكان ومع ذلك بقيت المحطة على حالها ولم يتغير فيها شيء الأمر الذي يتسبب بصعوبة وصول المياه بالشكل المطلوب إلى الأحياء البعيدة والجديدة التي لم تكن ضمن التخطيط القديم؛ الأمر الآخر هو وجود عدد محدد من المضخّات في الوحدة وكل مضخّة خاصة بقسم من المدينة وبما أن قدرة المحطة لا تتحمل تشغيل أكثر من مضختين في وقتٍ واحد لضخ المياه لذلك اضطرّ إلى قطع المياه عن جميع الأحياء بالتناوب حتى لا أحرُم أحداً من هذه النعمة ولا أُحمّل المحطة أكثر من طاقتها».
وأضاف: «أما عن نقص وضعف المياه فإن كميات كبيرة منها تضيع بسبب اهتراء الأنابيب المعدنية القديمة والتي لم تُبدّل منذ زمن والمشكلة أننا لا نعلم بالأمر إلا بعد أن تخرج المياه إلى فوق سطح الأرض وعندها نتدارك الأمر بعد خسارة كميات ضخمة منها».
وبالرغم من التوضيح المنطقي لمدير المياه بشأن عدم قدرة المضخات للعمل بضخ المياه إلى كل الأحياء في وقتٍ واحد، إلا أن هناك سؤالٌ منطقيٌ أيضاً يطرح نفسه بقوة وهو سبب وصول المياه إلى كل بيتٍ في المدينة في منتصف الليل.
المهندس "مهيدي الدبس" مدير وحدة المياه في "البوكمال"
وخلال وجودنا تحدّث مدير الوحدة عن مراحل جر المياه الخامية من نهر الفرات إلى الأحواض الكبيرة التي تُحفظ فيها وكيفية مرورها بعلية التصفية والتعقيم بواسطة مادتي "الشب" و "الكلور" وأخيراً إلى الحوض الرئيسي الذي يتجمع فيه المياه لضخها إلى الشبكات.
وعن الخطط المستقبلية للوحدة، قال: «لقد قامت مؤسسة المياه باستبدال الشبكات القديمة بشبكاتٍ جديدة مصنوعة من "الفونت المرن" وأنابيب "بولي اتيليد" وقد تم الانتهاء منها وسيتم تحويل المياه إلى هذه الشبكة الجديدة خلال عشرة أيام قادمة، وحالياً هناك مشروعٌ لاستبدال المضخّات الحالية داخل المحطة مع تمديداتها وتابلواتها كاملة واستبدال السواقي المعدنية في الخزّانات؛ وأيضاً هناك مشروع تجهيز مخبر كامل ومتطور للوحدة واستبدال المرسب الأولي؛ بالإضافة إلى مشروع صيانة المحطة ككل. لكن المشروع الأهم والذي سيحل مشكلة المياه في المدينة هو مشروع المحطة الجديدة الذي وصل العمل به إلى مراحله الأخيرة؛ فلو تم استكمال هذا المشروع فإنه سيخفف الضغط كثيراً عن المحطة الحالية وتحمل عنها الكثير من الجهد وبالتأكيد ستكون عملية ضخ المياه بشكلٍ مستمر إلى أحياء المدينة وبدون انقطاع».
وعن العقبات التي تعترض عمل الوحدة، قال: «إن وحدة المياه تعاني من نقصٍ في عدد العاملين لكل الفئات وخاصةً ورشات الصيانةالميكانيكية والكهربائية والكيميائية كذلك في عدد العاملين ضمن ورشات صيانة وتمديد خطوط المياه وتركيب العدادات والشيء الأكثر أهمية هو نقص بعض الآليات الهندسية كذلك نقص الكادر المتخصص كالمهندسين المختصين؛ فمعظم العاملين من حملة الشهادة الثانوية الصناعية والمعاهد المتوسطة ومنهم من يحمل الشهادة الإعدادية ولا وجود لمهندسٍ مختص غيري أنا».
مشروع المحطة الجديدة الذي لم ينتهي بعد
ربما تكون معاناة الأهالي بسيطةً أمام معاناة وحدة المياه في "البوكمال" التي تلقّت وعوداً كثيرة وكثيرة من مؤسسة مياه "دير الزور" بشأن إتمام مشروع المحطة الجديدة؛ ولأجلهم نتوجه إلى المسؤولين ومن بيدهم زمام الأمور لإتمام هذا المشروع الحيوي ووضعه تحت الخدمة في أقرب وقتٍ ممكن.
منقول
