اخواني الاعزاء
ابدء اول مشاركات في موضوع هذا الشاعر الكبير
شاعر الحب والحياة
تلتم حول الشابي في مئويته أقلام شتى قادمة من جغرافيات متباعدة ، ومشارب نقدية وأدبية وشعرية متباينة، وثقافات متفاوتة . لكن الشابي من أكثر الشعراء استحقاقاً لتلك القراءات الملتمّة من شتات ، لأنه لمَّ بوجوده الشعري شتاتا ثقافيا في وقت مبكر، فصار رمزا للصلة بين المشرق والمغرب ، والتجديد والتطور ، والتراث والمعاصرة ، والكفاح ضد الإستعمار وتمجيد الحياة وجمالها ، وكذا المواءمة بين الرومانسية بتجلياتها الإنسانية والفنية والدعوة إلى القوة والعزم والعيش في قلب الحياة لا على هامشها أو في زواياها وحواشيها.
1-2هكذا كان الشابي جسرا ثقافيا بين المغرب والمشرق يمتلك امتدادا متعدد الجوانب: في الزمان لأنه جاء في مطالع نهضة أدبية وشعرية حاسمة ومرحلة من البحث عن طرق جديدة في الفن والحياة ، وفي المكان لأنه ألغى تلك المسافات التي باعدت بين المشرق والمغرب ثقافيا واجتماعيا ، وفي الفن حيث كانت أشعاره لوحات تجسد المنحى الرومانسي الذي انتشرت ظلاله في أدب العالم وفنونه المختلفة بعد صدمة الحرب الكونية الأولى وبشاعة آثارها المدمرة على البشر والطبيعة والحضارة الإنسانية.
وقد توفرت له أدوات أسلوبية تترجم إحساسه وانتصاره للحياة التي غنى بها ومجّدها ، ومن أبرز تلك الأدوات : سهولة المفردات والتراكيب وقصر الجمل الشعرية وتوخي الموسيقى الهادئة والإيقاعات الأليفة وتنويع القوافي والأشطر الشعرية تحديثا وملاءمة لإيقاع عصر النهضة الأدبية الشاملة التي عاصرها وأسهم فيها بجهده الشعري والفكري.
1-3
وقد كان الشابي واضحا وواعيا لمهمة الشاعر المجدد . فإذ أعلن ثورته في ( الخيال الشعري عند العرب ) على تقديس الماضي والعيش فيه أسرى تكراره نموذجا ، فإنه أوضح ما يمكن أن يساء فيه فهم مقصده ، فقال في مناسبة لاحقة:
( إذا كنت أدعو إلى التجديد وأعمل له فإن ذلك لا يدفعني إلى الهزء والسخرية من آداب الأجداد، بل إنني لأؤمن كل الإيمان بما فيها من جمال فني وسحر قوي ، وأعتقد أنها قد آتت في عصورها الحية لأجدادنا كل ما طمحت إليه أشواقهم من غذاء معنوي دسم.ولكني أومن إلى جانب ذلك أن في الحياة آفاقا مجهولة ساحرة غير ما في الأدب العربي من آفاق،
وأن هذا الأدب إذا كان قد سدَّ خلة آبائنا الروحية فإنه لعاجز كل العجز عن أن يشبع ما في أرواحنا من جوع وعطش وطموح...).
واشهر قصائده وهذه مقطع منها
إرادة الحياة
(الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي)
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر
وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر
وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر
وايضا من اشهر قصائده العاطفية
صلوات في هيكل الحب
عذبة أنت كالطفولة ، كالأحلام كاللحن ، كالصباح الجديد
كالسماء الضحوك كالليلة القمراءكالورد ، كإبتسام الوليد
يالها من وداعة وجمال وشباب منعم أملود !
أنت 00، ما أنت ؟ أنت رسم جميل عبقري من فن هذا الوجود
أنت روح الربيع ، تختال في الدنيا فتهتز رائعات الورود
أنت تحيين في فؤادي ما قدمات في أمسي السعيد الفقيد
وتبثين رقةالشوق ، والأحلام والشدو ، والهوى ، في نشيدي
يعتبر أبوالقاسم الشابي الشاعر التونسي أحد أفضل من أنجبت بلاد المغرب العربي في مجال الشعر فقد كان بحق معجزة في شعره وخياله الخصب 0
ولد أبو القاسم في 24 من شباط (فبراير ) من عام 1909م في بلدة توزر التونسية وتوفي في 09 من تشرين الثاني (نوفمبر ) من عام 1934م أي أنه عمره حين توفي 25 سنه فقط حينما داهمه الموت بعد صراع طويل مع المرض
كان أبوالقاسم ملهماً في شعره وتناول في شعره العديد من المجالات لكن أبرز ما وصف وأبدع فيه هو وصف المرأه والتغزل بها وكذلك الطبيعة وقد كانت العوامل الإجتماعية والبيئية هي التي أثرت في إبداعة على مستوى الطبيعة والمرأه
لكم تقديري
حسن
ابدء اول مشاركات في موضوع هذا الشاعر الكبير
شاعر الحب والحياة
تلتم حول الشابي في مئويته أقلام شتى قادمة من جغرافيات متباعدة ، ومشارب نقدية وأدبية وشعرية متباينة، وثقافات متفاوتة . لكن الشابي من أكثر الشعراء استحقاقاً لتلك القراءات الملتمّة من شتات ، لأنه لمَّ بوجوده الشعري شتاتا ثقافيا في وقت مبكر، فصار رمزا للصلة بين المشرق والمغرب ، والتجديد والتطور ، والتراث والمعاصرة ، والكفاح ضد الإستعمار وتمجيد الحياة وجمالها ، وكذا المواءمة بين الرومانسية بتجلياتها الإنسانية والفنية والدعوة إلى القوة والعزم والعيش في قلب الحياة لا على هامشها أو في زواياها وحواشيها.
1-2هكذا كان الشابي جسرا ثقافيا بين المغرب والمشرق يمتلك امتدادا متعدد الجوانب: في الزمان لأنه جاء في مطالع نهضة أدبية وشعرية حاسمة ومرحلة من البحث عن طرق جديدة في الفن والحياة ، وفي المكان لأنه ألغى تلك المسافات التي باعدت بين المشرق والمغرب ثقافيا واجتماعيا ، وفي الفن حيث كانت أشعاره لوحات تجسد المنحى الرومانسي الذي انتشرت ظلاله في أدب العالم وفنونه المختلفة بعد صدمة الحرب الكونية الأولى وبشاعة آثارها المدمرة على البشر والطبيعة والحضارة الإنسانية.
وقد توفرت له أدوات أسلوبية تترجم إحساسه وانتصاره للحياة التي غنى بها ومجّدها ، ومن أبرز تلك الأدوات : سهولة المفردات والتراكيب وقصر الجمل الشعرية وتوخي الموسيقى الهادئة والإيقاعات الأليفة وتنويع القوافي والأشطر الشعرية تحديثا وملاءمة لإيقاع عصر النهضة الأدبية الشاملة التي عاصرها وأسهم فيها بجهده الشعري والفكري.
1-3
وقد كان الشابي واضحا وواعيا لمهمة الشاعر المجدد . فإذ أعلن ثورته في ( الخيال الشعري عند العرب ) على تقديس الماضي والعيش فيه أسرى تكراره نموذجا ، فإنه أوضح ما يمكن أن يساء فيه فهم مقصده ، فقال في مناسبة لاحقة:
( إذا كنت أدعو إلى التجديد وأعمل له فإن ذلك لا يدفعني إلى الهزء والسخرية من آداب الأجداد، بل إنني لأؤمن كل الإيمان بما فيها من جمال فني وسحر قوي ، وأعتقد أنها قد آتت في عصورها الحية لأجدادنا كل ما طمحت إليه أشواقهم من غذاء معنوي دسم.ولكني أومن إلى جانب ذلك أن في الحياة آفاقا مجهولة ساحرة غير ما في الأدب العربي من آفاق،
وأن هذا الأدب إذا كان قد سدَّ خلة آبائنا الروحية فإنه لعاجز كل العجز عن أن يشبع ما في أرواحنا من جوع وعطش وطموح...).
واشهر قصائده وهذه مقطع منها
إرادة الحياة
(الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي)
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر
وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر
وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر
وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر
وايضا من اشهر قصائده العاطفية
صلوات في هيكل الحب
عذبة أنت كالطفولة ، كالأحلام كاللحن ، كالصباح الجديد
كالسماء الضحوك كالليلة القمراءكالورد ، كإبتسام الوليد
يالها من وداعة وجمال وشباب منعم أملود !
أنت 00، ما أنت ؟ أنت رسم جميل عبقري من فن هذا الوجود
أنت روح الربيع ، تختال في الدنيا فتهتز رائعات الورود
أنت تحيين في فؤادي ما قدمات في أمسي السعيد الفقيد
وتبثين رقةالشوق ، والأحلام والشدو ، والهوى ، في نشيدي
يعتبر أبوالقاسم الشابي الشاعر التونسي أحد أفضل من أنجبت بلاد المغرب العربي في مجال الشعر فقد كان بحق معجزة في شعره وخياله الخصب 0
ولد أبو القاسم في 24 من شباط (فبراير ) من عام 1909م في بلدة توزر التونسية وتوفي في 09 من تشرين الثاني (نوفمبر ) من عام 1934م أي أنه عمره حين توفي 25 سنه فقط حينما داهمه الموت بعد صراع طويل مع المرض
كان أبوالقاسم ملهماً في شعره وتناول في شعره العديد من المجالات لكن أبرز ما وصف وأبدع فيه هو وصف المرأه والتغزل بها وكذلك الطبيعة وقد كانت العوامل الإجتماعية والبيئية هي التي أثرت في إبداعة على مستوى الطبيعة والمرأه
لكم تقديري
حسن